هؤلاء هم اللصوص الحقيقيون

وضع مجموعة من اللصوص في مدينة كوانغتشو الصينية خطة محكمة لسرقة أحد البنوك وبدأوا بالفعل في تنفيذها، وبمجرد أن تمكن اللصوص من الدخول إلي البنك صرخ أحدهم موجهاً الكلام إلي الأشخاص الموجودين داخل البنك ” لا تتحركوا المال ملك الدولة ولكن حياتكم ملك لكم ” فاستلقي الجميع بكل هدوء علي الأرض، حيث إستخدم هذا اللص بذكاء مفهوم تغيير التفكير أى نجح في تغيير تفكير هؤلاء الناس من الطريقة التقليدية في التفكير وهي محاولة الدفاع أو التدخل فيما يحدث إلي الصمت والتخاذل .

إستلقت إحدي الفتيات بشكل استفزازي علي طاولة، فصرخ اللص في وجهها بدون إهتمام ” رجاء إظهري بعض التحضر فهذه سرقة وليست إغتصاب “، وهذا ما يسمي أن يكون الإنسان محترفاً في عملة ويقوم بالتركيز فقط علي خطته وما تدرب علي القيام به دون الإلتفات إلي أى أشياء أخري يقابلها في طريقة .
بعد أن إنتهي اللصوص من عملهم وعادوا من جديد إلي مقرهم، قال أصغر اللصوص عمراً وكان يحمل شهادة ماستر في إدارة أعمال إلي زعيم اللصوص وكان الأكبر سناً ولكنه أنهي 6 سنوات فقط من الدراسة الإبتدائية ” هيا يا زعيمنا لنحصي الأموال التي سرقناها “، فقال الزعيم في بساطة : يا لك من غبي، هذه كمية كبيرة جداً من الأموال وستأخذ منا وقت طويل جداً لعدها، انتظر وسوف نشاهد الليلة علي نشرة الأخبار كم سرقنا من الأموال بالتحديد “، وهذا ما يسمي الخبرة، وفي هذه الأيام الخبرة أهم بكثير من المؤهلات الورقية والشهادات التي حصل عليها الإنسان بشكل نظري طوال حياته .
عندما وصل خبر السرقة إلي مدير البنك، فطلب من مدير الفرع أن يقوم بالإتصال بالشرطة بسرعة للإبلاغ عن حادثة السرقة، إلا أن مدير الفرع قال له بنظرة خبيثة ” دعنا نأخذ 10 ملايين دولار إضافية ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها إلي ما قمنا بإختلاسة سابقاً من أموال ! هذا هو يسمي السباحة مع التيار وهي تحويل وضع غير موات لصالحك دائماً ، وفي داخلة قال مدير البنك : سيكون الأمر رائعاً جداً إذا كان هناك سرقة كل شهر، وهذا هو ما يسمي قتل الملل، أو أن تكون سعادتك الشخصية أكثر أهمية من وظيفتك .
في اليوم التالي ذكرت نشرات الأخبار أن البنك تعرض لسرقة 100 مليون دولار، قام اللصوص بعد النقود كثيراً وفي كل مرة كانوا يجدوا أن المبلغ هو 20 مليون دولار فقط، فغضب اللصوص كثيراً قائلين : كيف نغامر بحياتنا ونقوم بكل هذه الخطط من أجل 20 مليون دولار فقط، بينما يحصل مدير البنك علي 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه حتي، يبدو أن من الأفضل أن يكون متعلما بدلا من أن تكون لصا !  في هذه الأثناء كان مدير البنك يبتسم سعيدا لأن خسائره في سوق الأسهم تمت تغطيتها بهذه السرقة. و هذا ما يسمى “إقتناص الفرصة”. الجرأة على القيام بالمخاطرة .
الحكمة من القصة : فاللصوص الحقيقين هم غالباً الوزراء والوكلاء والمدراء عامين و والمدراء الماليين وغيرهم كثير ، لكنهم لصوص بشهادات إلا من رحم ربي .. هذا هو واقعنا الذي نعيشه للأسف

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

اقوال الفيلسوف والكاتب الفرنسي دنيس ديدرو

الالوان فى علم النفس